مانشستر يونايتد يتعثر بالتعادل مع فولهام في بداية مخيبة للموسم
مقدمة: بحث عن البداية المثالية
لم تكن بداية الموسم الذي حلم به عشاق مانشستر يونايتد، فبعد التعاقد مع مدرب جديد هو البرتغالي روبن أموريم، وضخ مئات الملايين لتدعيم الخط الأمامي بأسماء واعدة، كانت التوقعات عالية جداً. لكن الواقع كان مختلفاً تماماً، حيث تعثر الشياطين الحمر في أولى مبارياتهم بالدوري الإنجليزي الممتاز، واكتفوا بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله أمام مضيفهم فولهام. لم تكن النتيجة وحدها هي المخيبة للآمال، بل الأداء العام الذي كشف عن نقاط ضعف لا تزال بحاجة إلى عمل كبير.
هذه المباراة التي أقيمت على ملعب "كرافن كوتج" مساء الأحد، الموافق 24 أغسطس 2025، شهدت سيناريو درامياً، حيث تقدم مانشستر يونايتد بهدف عكسي، لكنه فشل في الحفاظ على تقدمه، في يوم شهد إهدار قائد الفريق برونو فيرنانديز لركلة جزاء كانت كفيلة بتغيير مجرى اللقاء بالكامل.
تشكيلة الفريقين والمخطط التكتيكي
دخل المدرب روبن أموريم المباراة بتشكيلة غريبة نوعاً ما، حيث فضل الدفع باللاعب ماسون ماونت في مركز رأس الحربة، بدلاً من المهاجمين الصريحين، بينما كان الصفقة الجديدة بنجامين سيسكو على مقاعد البدلاء. التشكيلة الأساسية لمانشستر يونايتد شهدت تواجد كل من ألتيا بايندير في حراسة المرمى، بينما قاد خط الوسط كاسيميرو، وكان الخط الأمامي مكوناً من ماتيوس كونيا، برايان مبويمو، وماسون ماونت. على الجانب الآخر، اعتمد مدرب فولهام، ماركو سيلفا، على تشكيلة متوازنة سعياً منه للخروج بأفضل نتيجة ممكنة على أرضه.
تحليل الشوط الأول: فرص ضائعة وفوضى دفاعية
بدأ مانشستر يونايتد المباراة بشكل جيد نسبياً، حيث أظهرت التشكيلة رغبة في الهجوم من الدقائق الأولى. كاد ماتيوس كونيا أن يفتتح التسجيل مبكراً، حين سدد كرة قوية مرت من بين أقدام المدافع كالفن باسي، لتصطدم بالقائم الأيسر للحارس بيرند لينو.
لكن نقطة التحول الكبرى في الشوط الأول كانت في الدقيقة 30، حين تدخل الحكم ليعود إلى تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) بعد أن لاحظ شد وجذب بين المدافع كالفن باسي وماسون ماونت داخل منطقة الجزاء. وبعد مراجعة اللقطة، أظهرت الإعادة أن باسي قد أسقط ماونت أرضاً بشكل واضح، ليحتسب الحكم ركلة جزاء لصالح الشياطين الحمر. تقدم القائد برونو فيرنانديز لتنفيذ الركلة، لكنه سدد الكرة عالياً فوق المرمى، مهدراً فرصة التقدم الثمين، وهو ما أثار حفيظة جماهير الفريق وأصاب اللاعبين بالإحباط.
في المقابل، لم يكن أداء حارس مرمى مانشستر يونايتد، ألتيا بايندير، مطمئناً، فرغم نجاحه في التصدي لكرة خطيرة من لاعب فولهام جوش كينج، إلا أنه تسبب في حالة من الذعر داخل منطقة الجزاء في ثلاث مناسبات مختلفة خلال الشوط الأول فقط، بسبب سوء تعامله مع الكرات العرضية. ورغم ذلك، كان توزيع بايندير للكرة أفضل من زميله أندريه أونانا، وهو ما ظهر في إحدى الكرات التي أرسلها بدقة إلى ماتيوس كونيا، الذي سيطر عليها بشكل فوري وكاد أن يسجل لولا يقظة الحارس لينو.
تحليل الشوط الثاني: تبديل يقلب الموازين وهدف التعادل
مع بداية الشوط الثاني، أجرى المدرب روبن أموريم تبديلاً هجومياً، حيث أشرك النجم الجديد بنجامين سيسكو بدلاً من لاعب الوسط الدفاعي كاسيميرو في الدقيقة 51، في محاولة لزيادة الضغط على دفاعات فولهام. لم تمر سوى سبع دقائق على هذا التبديل حتى نجح مانشستر يونايتد في تسجيل هدف التقدم. جاء الهدف من مصدر غير متوقع، حيث ارتقى المدافع الشاب ليني يورو لعرضية زميله برايان مبويمو، وسددها برأسه لتصطدم بظهر مهاجم فولهام رودريجو مونيز، وتخدع الحارس بيرند لينو وتستقر في الشباك.
بعد الهدف، لم يهدأ فريق فولهام، بل ضاعف من هجماته بحثاً عن هدف التعادل. وفي الدقيقة 72، نجح البديل إميل سميث رو في تحقيق مراد فريقه. جاء الهدف بعد أن استغل سميث رو خطأ من المدافع ماتياس دي ليخت الذي فشل في تشتيت عرضية أليكس أيوبي، ليقوم سميث رو بتوجيه الكرة بلمسة واحدة في مرمى بايندير، مسجلاً هدف التعادل.
حاول مانشستر يونايتد تسجيل هدف الفوز في الدقائق الأخيرة، وأشرك المدافع هاري ماغواير الذي كاد أن يخطف النقاط الثلاث في الوقت بدل الضائع، لكن رأسيته مرت بجانب القائم. لتنتهي المباراة بالتعادل الإيجابي، ويُحرم الشياطين الحمر من أول فوز لهم في الموسم.
تقييم اللاعبين وأبرز اللمحات الفردية
ليني يورو: بصيص أمل في خط الدفاع. رغم أن هدف مانشستر يونايتد كان نتيجة عرضية تحولت إلى هدف عكسي، إلا أن المدافع الشاب ليني يورو قدم أداءً مميزاً، وظهرت إمكانياته الكبيرة في التعامل مع هجمات فولهام، وساهم في تسجيل هدف فريقه الوحيد، مما يجعله أحد أبرز اللاعبين في المباراة.
برونو فيرنانديز: يوم للنسيان. قدم قائد الفريق أداءً لا يتناسب مع قيمته الفنية. إلى جانب إهداره لركلة جزاء، فشل في تتبع إميل سميث رو عند تسجيل هدف التعادل لفولهام، وكان يوماً محبطاً بكل المقاييس للقائد البرتغالي.
الخط الهجومي الجديد: بحاجة للمزيد من الوقت. رغم أن خط هجوم مانشستر يونايتد الذي يضم سيسكو، كونيا، ومبويمو يكلف 200 مليون جنيه إسترليني، إلا أنهم لم يتمكنوا من إظهار قيمتهم الكاملة في هذه المباراة. صحيح أنهم شكلوا بعض الخطورة، لكنهم كانوا بحاجة إلى المزيد من التفاهم والانسجام للوصول إلى المرمى بشكل فعال.
خاتمة: بداية تحتاج إلى تصحيح المسار
بالتأكيد، لم تكن هذه هي البداية التي كان يطمح إليها مانشستر يونايتد وجماهيره. التعادل مع فولهام يكشف عن بعض نقاط الضعف التي لا تزال موجودة في الفريق، خاصة في الجانب الدفاعي، وعدم الفاعلية أمام المرمى على الرغم من الفرص المتاحة. ومع ذلك، لا تزال هذه هي المباراة الأولى في الموسم، وهناك وقت كافٍ أمام المدرب روبن أموريم لتصحيح المسار، وإيجاد التشكيلة والخطط الأمثل لإعادة الفريق إلى سكة الانتصارات.
تعليقات
إرسال تعليق